اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي "أننا في بلد لا دولة فيه لهذا السبب لدينا واجب كمواطنين ان نأخذ مكان الدولة ونتحمل المسؤولية لحماية أنفسنا وكبارنا لان فيروس كورونا ليس أمرا بسيطا، فلا يوجد توعية كافية ونحن لا نزال في البداية وأطلب من الجميع أخذ الحيطة والحذر وحماية أنفسنا وعائلاتنا لأن هذا واجب وطني علينا".
من جهة أخرى، لفت الى أنه "منذ يومين حصل اعتداء بالرصاص على واجهة بيت الكتائب المركزي، تحديدًا فجر نهار الاحد من قبل سيّارة مّرت امام المركزي واطلقت رشقا بإتجاهه. وهذا التصرف تافه مثل الذين قاموا به وهم يعرفون أن هذا الفعل لن يغير موقفنا. وهذه رسالة مرتجعة مع الشكر"، مشددا على أن "بيت الكتائب سيبقى منصّة لقول الحقيقة وسيبقى بيتا لكل اللبنانيين الاحرار وملجأ ومركزا للدفاع عن اللبنانيين وعن سيادتهم وكرامتهم واليوم اكثر فأكثر هو بيت لكل اللبنانيين دون إستثناء لطائفة أو اتجاه سياسي ولكل انسان يريد الدفاع عن الحرية".
وأعرب الجميل عن إستغرابه لأن "تقع الحادثة امام نقطة للجيش على بعد 10 أمتار من بيت الكتائب المركزي، وبعد وقوع الحادثة لم يحصل أي إتصال من قبل أي مسؤول في الدولة اللبنانية للإستفسار او الإطمئنان كما لم يتخذ أي تدبير لتشديد الحماية حول بيت الكتائب"، مشيرا الى "أننا نحاول متابعة التحقيقات ونحن بإنتظار إكتمال الصورة ولن ندخل في التفاصيل وسنعطي مهلة ايام قبل نقل خلفية الموضوع".
وأوضح "أننا نملك كاميرات مراقبة وقد سلّمناها لقوى الامن لكن السيارة مرّت بسرعة قصوى ولم تتمكن كاميراتنا من التقاط رقم السيارة غير أننا نتكل على الكاميرات التابعة لقوى الامن والتي يمكنها اخذ الرقم، فرهاننا على الدولة"، مؤكدا لـ"الكتائبيين واللبنانيين أنّ حزب الكتائب لن يتراجع وهو مستمر بنضاله فلم يُخيفنا أحد في أية مرّة، ونحن مستمرون بوتيرة أشد وأقوى من الماضي وكل أمر من هذا النوع يزيدنا تصميمًا وقناعة".
وفي سياق آخر، لفت الى أنه "في موضوع الاقتصاد، يسمع اللبنانيون الكثير من النظريات في اوقات كثيرة ولا يستوعبون ما يحصل"، معتبرا "أننا في لبنان نحن كناية عن عائلة فيها اب وولدان، احد الولدين يقامر وأزعر والأخر ادمي يحب العلم وعيش حياة راقية، الولد الأول يطلب من ابيه المال بموافقة الأم ووصل الى مكان اكتشف فيه الأب أن الإبن يسرق المال لكنه يكمل في مدّه بالمال الى أن لا يعود بحوزته فيبدأ بأخذ مال الابن الادمي"، موضحا أن "الاب هو المصارف التي أعطت الابن الازعر والمقامر الذي هو النهج السياسي والاداء السيء للمسؤولين السياسيين في لبنان على مدى سنوات طويلة، ولم يعد هناك اموال عند احد وهذا الواقع ادى الى افلاس كل العائلة. الابن الادمي اي الشعب أفلس ولم يعد هناك من يهتم به والمسؤولية تقع أولا على من هدر المال العام، امام المصارف فواصلت اعطاء المال رغم علمها بسرقته".
وشدد على أن "الشعب اللبناني هو الضحية والوحيد الذي يحق له ان يحاسب السلطات السياسية او المنظومة الحاكمة وايضا المصارف التي اخذت الاموال المخصصة له واعطتها من دون مسؤولية الى السلطة. أما الأم فهي المصارف التي لم تدخل في هذه اللعبة، هناك مصارف استفادت وكانت شريكة مع السلطة ويجب ان تدخل السجن لكن هناك من لم يدخل في العملية ولم يتواطأ مع السلطة ولا يجب التعميم"، معتبرا أن "هناك مسؤولية تقع على حزب الله الذي بسبب المعارك والحروب جعل البلد معزولا كما تسبّب بعدم تدفّق الاستثمارات والسيّاح الى لبنان وهذا جزء اساسي من المسؤوليات".
ورأى الجميل أن "هناك 3 مسؤولين. المنطومة الحاكمة التي هدرت اموال الناس واساءت الادارة بالتواطؤ مع المقاولين والاموال التي اختفت موجودة في هذا المكان ومن هنا يجب بدء المحاسبة. ثانيا مسؤولية المصارف التي اعطت الاموال دون وضع شروط واستفادت من الفوائد العالية لتحقيق ارباح، وثالثا حزب الله الذي وضع كل البلد في حالة عزل وازمة اقتصادية بسبب ادائه ان كان بسبب وجود ميليشيا في لبنان ودخوله في حروب المنطقة"، معتبرا أن "الحاجز الاساسي للإنقاذ اليوم هو حزب الله أولا فهو الذي يمسك بقرار الحكومة وبالتالي كل الاصلاحات المطلوبة للانقاذ محلها بمكان واضح وصريح".
وأضاف: "سمعنا وزير المالية يتحدث عن الاصلاحات وجزء اساسي منها مرتبط بحزب الله، فهل سيقبل بتقليل حجم القطاع العام لتخفيف العبء على الدولة، وهل سيقبل بضبط المعابر ووقف التهرّب والتهريب؟ وهل سيقبل برفع وصاية حزب الله عن المرفأ والمطار؟"، مشيرا الى أن "اعلان عدم دفع سندات اليوروبوند اعتبر بطولة، لكن احدا لم يفسر للبنانيين نتيجة عدم الدفع وما هي الاجراءات التي ستتخذ لكي لا يؤثر الوضع على الناس".
وسأل الجميل: " كيف سنأتي بالدولار؟ هل بظل هذا الهجوم على صندوق النقد والغرب؟"، مذكرا أن "الأموال الموجودة اليوم على الورق هي أرزاق الناس في المصارف، وهم لن يتمكنوا من الحصول عليها اذا لم نتمكن ان ادخال الدولار الى البلد".
وأشار الى أنه "منذ 3 سنوات لا احد يستقبلنا في اي دولة بالعالم لا عربية ولا غربية"، متسائلا: "كيف سندعو الناس للاستثمار في البلد اذا لم يكن هناك استثمار اجنبي في لبنان يستوعب الكفاءات الكبيرة التي نملكها؟"، معتبرا أن "ما يمنع الاستثمارات الكبيرة هو وجود السلاح والميليشيا وحالة عدم الاستقرار الدائم بسبب لبنانيين يموتون في حروب الاخرين".
وشدد على "أننا اليوم أمام مفصل تاريخي، فإما أن يقف لبنان على رجليه وإما نخسر البلد، والقرار بيد الناس لكي تدفع بإتجاه اجراء انتخابات نيابية مبكرة لترجمة النبض الحر في صناديق الاقتراع ومجلس النواب. على الشعب ان يتحمّل مسؤوليته مهما كان القانون، وعلى حزب الله ان يتحمل مسؤولياته ويعرفها ويتواضع ليصبح كأي حزب لبناني آخر، لبناء دولة حقيقية يقرر فيها الشعب اللبناني مصيره مع ناس كفوءة"، لافتا الى أنه "في ظل هكذا جو، إذا بقي القرار ممسوكا فالبلد لن ينهض وهذه فرصة لبناء لبنان جديد بشرط الا يستسلم الشعب ولا يخضع".
وأكد الجميل "أننا نراهن على وعي جمهور حزب الله الذي رأى حقائق كثيرة في الاشهر الماضية وكل اللبنانيين المتحدين من كل الطوائف وهو يواجه هذه العملية وهناك جزء من جمهور الحزب يريد ان يرى دولة جديدة وفرص عمل وحضارة وتطورًا وهذه فرصة له لان يلعب دورًا تجاه حزب الله في الانتخابات النيابية من خلال حسن اختيار النواب".